انتهينا في الأجزاء الفارطة من سرد بعض العوامل التركيبية والتقنية المباشرة التي تستقوي بها الجائحة المعلوماتية، و وصلنا في التحليل إلى أنه باستفحال استخدام منصات التواصل يجد الأفراد أنفسهم أمام تحديين أساسيين: فمن جهة تقع عليهم مسؤولية التحري عن صحة المعلومة بعد تحول موضع تحريرها من مرحلة تنقيح المحتوى بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية، إلى مرحلة الترويج والمشاركة على منصات التواصل. من جهة أخرى، يجد الأفراد بين أيديهم أدوات تواصلية صممت على أسس تعيد صياغة سلوكهم التفاعلي مع المعلومة وسلوكهم التفاعلي بعضهم مع بعض، صياغة تعزز الإدمان على التعاطي السطحي والسريع مع المعلومة، فيتعسر بذلك تحقيق مناط التحري والتعاطي العميق والنقدي مع المعلومة عبر هذه الأدوات التفاعلية.
Read More التصميم التفاعلي المعزز للإدمان وللتفكير السريع:
حديثنا في الجزء السابق عن موضع التحرير في حياة المعلومة وتحوله من مرحلة التنقيح إلى مرحلة الترويج والمشاركة، كان حديثا في المستوى الكلي التركيبي لمنصات التواصل. ننتقل الآن إلى بعض الخصائص التصميمية التقنية في مستواها الجزئي فنركز بعض الشيء على أدوات التفاعل المباشرة التي نجدها بين أيدينا كمستخدمين. فبالرغم من تصدر الشركات الكبرى للتواصل (كغوغل وياهو، وفايسبوك، وتويتر وانستاغرام، وغيرهم) لتحمل بعض المسؤولية حول التحسين من طرق التأكد من صحة المعلومات التي تنشر على منصاتهم، إلى أنهم لا يزالون في نظري يغفلون أو يتغافلون عن عامل آخر لا يقل أهمية في الأثر الذي نشاهده اليوم من رواج للمعلومات الزائفة خاصة، وللجائحة المعلوماتية عامة.
لكي لا يطول الحديث كثيرا، سنركز على بعض العوامل فقط وعلى تصنيفها، ثم نفصل في ذلك قليلا. نقسم هذه العوامل إلى قسمين، عوامل مباشرة تركيبية وتقنية وعوامل غير مباشرة بنيوية تنظيمية، والتي أدّعي أنه من شأنها جميعا أن تزيد من تفشي الجائحة المعلوماتية في خضم أي جائحة بيولوجية.
العوامل التركيبية والتقنية المباشرة:
لم يبتلى العالم مؤخرا بجائحة واحدة بل بجائحتين، جائحة كورونا البيولوجية وجائحة معلوماتية ترافقها، وكل منهما تؤثر في الأخرى وتضاعف مفعولها. وبينما يتسابق المتسابقون من ذوي الاختصاصات ضد الزمن لاكتشاف مضاد لجائحة فيروس كورونا، أو لتوفير إمكانيات للتعامل معها، نجد أن جزءا معتبرا من مضاد الثانية قد يكون في متناولنا جميعا بل بوسعنا تفعيله في أي لحظة نشاء، وياليتنا نفعل…
Read Moreما علاقة الصحافة والجامعة وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي بجائحة كورونا؟ وماهي آثرها على الثقافة العلمية في المجتمع الجزائري؟
بعيدا عن الجانب الطبي والبيولوجي للفيروس، هذا تسجيل مباشر لدردشة عفوية بين الدكتور يوسف محلو (أستاذ في الكيمياء الطبية بجامعة كارديف) و د. أسامه مطاطله (أستاذ في التفاعل بين الإنسان والحاسوب بجامعة بريستول) تطرقا فيها إلى ثلاث محاور:
١. الصحافة – من الدقيقة 0 إلى 18:00
٢. الجامعة – من الدقيقة 18:00 إلى 30:00
٣. تكنولوجيا التواصل الاجتماعي – من الدقيقة 30:00
———
ملاحظات:
– المحتوى لا يتطرق إلى المواضيع الطبية أو البيولوجية للكورونا.
– لم يكن هناك تحضير لهذا اللقاء، فالكلام كان عفويا و حول مواضيع لفتت انتباه المتحدثين.
– المحتوى يعالج قضايا عامة و لا يتعرض لأمور و أشخاص معينين، و يجب أخذ المحتوى من هذا الباب.
– الفيديو المرفق لم يتم تعديله، و لهذا بعض الأفكار و المحاور المطروحة قد تبدو مبعثرة وغير مرتبة بنهجية علمية
بين الركود الأول الكامن والركود الثاني المصمَّم ، يتبين لنا أن الشعوب المستعمرة سابقا المضطهدة آنا أمام تحديات تحول دون تحقيقها لشروط السيادة وشروط الانعتاق الحقيقين، وهي تحديات تلخص ماهية القوى المضادة للنهضة -أو قل المضادة للحراك أو المضادة للثورة- تتمظهر على ثلاثة مستويات:
١. القوى المضادة الكامنة: أي المستوى الذاتي الذي تجسده رواسب الركود الأول؛
٢. القوى المضادة الدخيلة: أي المستوى الوصائي المضاعف الذي تجسده الأنظمة المنتدبة وأذرعها ونخبها التي تتصدر الواجهات السياسية والثقافية؛
٣.القوى المضادة الخارجية: أي المستوى الخارجي الذي تجسده قوى الاستعمار والإمبريالية الاستعبادية الدولية التواقة للهيمنة والسيطرة الدائمة Read More
لازلنا نتقفى شروط تحقيق السيادة ونحاول تشخيصها باعتبارها الهدف الأسمى الذي خرج من أجله الشعب الجزائري في حراكه المبارك. وقد لخصنا في جزئية سابقة من هذه السلسة كيف أن حراك الشعب الجزائري برز للوجود في ظرف تاريخي يمكن وصفه على أنه نتاج لاستعمارين وركودين تطرقنا لأحدهما في الجزء السابق؛ الاستعمار المباشر الذي تَقَدمه ركود كامن ذاتي؛ وسنتطرق هنا لثنائية الاستعمار بالوكالة وما يتخلله من ركود مصمَّم وقصدي أُريدَ به تكريس منظومة الهيمنة والسيطرة الدائمة على الشعوب. Read More
انتهينا في الجزء الأول إلى أن الحس الجماعي لحراك الشعب الجزائري -كما تمظهر من خلال شعاراته- انتقل من ردة الفعل و الانفعال، عبر قلة حيلة و رشد، نحو بدايات العودة للفاعلية التاريخية التي من شأنها التأسيس لفلسفة و ممارسة إنعتاقية جديدة أساسها سيادة الشعب و أداتها مزدوجة الحرية و الكرامة.
و يبقى تحديد ماهية السيادة التي يتوق إليها الشعب من أحد أشد الرهانات صعوبة في هذه المرحلة من الحراك، بما في ذلك تحديد الوجهة الصحيحة التي يجب اتخاذها لتحصيل شروط تحقق السيادة، وبالتالي تعدي المطالبة بها فحسب.
و للمساهمة في تشخيص شروط تحقيق سيادة الشعب، لابد أن ننطلق من تسليط الضوء على تاريخية الظرف الراهن للحراك وتحديد ماهية السيادة ضمن تلك التاريخية. فإذا اتفقنا أن الشعب الجزائري قد درء عن نفسه غبار سباته مستيقظا يريد أن يعود ليصبح فاعلا في التاريخ و صانعا له لا منفعلا ومسخرا فيه، فمن الواجب أن نتسائل عن طبيعة الظرف التاريخي الذي استيقظ فيه وعن العوامل التي أنتجته.
بحكم انتماءنا الحضاري يمكننا أن نلخص صورة هذا الظرف التاريخي على أنه نتاج لاستعمارين؛ أحدهما مباشر و آخر بالوكالة؛ يتخللهما ركودان أحدهما ذاتي كامن كان من أسباب أولى الاستعمارين، وآخر أجنبي خارجي و قصدي أُريدَ به تكريس ثاني الاستعمارين. فكيف ذلك…؟ Read More
البروفيسور ساعد مخيلف هو بروفيسور في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة مالايا، ماليزيا، مدير مخبرإلكترونيات الطاقة والطاقات المتجددة، له أكثر من 350 منشور علمي، حوالي 47 كتاب في مجالات الطاقات المتجددة و تقنيات التحويل الطاقوي والتحكم في المحولات الطاقوية، حائز على العديد من الجوائز العالمية في التدريس و البحث العلمي. كان لنا الشرف أن نحاوره في لقاء للشبكة الجزائرية للأكاديمين والعلماء والباحثين، حيث تكلّم عن رحلته الدراسية من الجزائر وحتى ماليزيا، المشاريع البحثية التي يعمل عليها الآن، تكلمنا أيضا عن سر نجاح جامعة ماليزيا عالميا وأخيرا قدم البروفيسور ساعد مخيلف نصائح و توصيات للطلبة والباحثين الجزائريين. Read More
ستة أسابيع من الضغط الشعبي وما زامنه من صراعات بين أقطاب نظام متناحرة ساقها الشعب لتناحر أشدّ، كانت كافية للاطاحة ببوتفليقة ونبذ بعض حاشيته. ونحن على مشارف الأسبوع الثامن، أصبح جليا اليوم لكل ذي حجر في الداخل والخارج أن حراك الشعب الجزائري حراك بناء وعي جماعي جديد لاسترداد سيادة الشعب وفعاليته في التاريخ. كما أنه من الواضح أن سقوط بوتفليقة وتعيين رئيس للدولة بهذه الكيفية يمثل منعرجا حاسما في حياة هذا الحراك يستوجب تغيرا نوعيا في طبيعة وأساليب النضال من أجل استكمال وتثبيت سيادة الشعب.